يوم أونلاين

موقع عربي

سلمى

-ألو، الحقني يا عماد في حد معايا في الشقة مش عارفة جيه منين وأنا لوحدي.
-حد مين ؟
-معرفش، ألحقني أنا محبو^سة في الأوضة، وخايفة ليخلص عليا.
-أنتي كويسة ؟


سمعت صوت تشويش وحاجة بتتكسر، والمكالمة فصلت، اللي كانت بتكلمني دي “سلمى” مراتي اللي لسه متجوزها بعد معارضة كبيرة من أهلي، الساعة دلوقتي 11 بليل، وهي لوحدها في البيت، ركبت عربيتي بسرعة واتحركت على بيتي… طول منا في الطريق كنت هتجنن عمال اتصل بيها لكن تليفونها مقفول، كلمت البواب مبيردش عليا، ومش معايا رقم حد من الجيران… وصلت للبيت بعد نص ساعة، طلعت جاري على الشقة، حطيت المفتاح في الباب ودخلت، بصيت حواليا بحذر، وندهت عليها:
-سلمى ؟ أنتي فين ؟
لاقيت باب أوضتنا بيتفتح وهي بتخرج منه، كان باين عليها التوتر، وبتعيط، قالتلي:
-أنا هنا.



جريت عليها حضنتها وطمنتها، وقولتلها:
-متخافيش أنا جنبك، حصلك حاجة ؟
-لا الحمدلله.
-فين اللي شوفتيه في الشقة ده ؟
“سلمى” بخوف شاورتلي على الحمام اللي كان بابه مقفول ومضلم من جوه، سيبتها وروحت ناحية مكتبي طلعت منه المسد@س اللي معايا، بعدها روحت ناحية الحمام، فتحت الباب وشغلت النور بتاعه، بس ملقتش حد خالص جوه. فقولتلها بعصبية:
-فين الحد ده يا سلمى ؟
-مش عارفة، مش عارفة.
فضلت تعيط جامد، هديتها وقعدنا في الصالة، فلاقيتها قالتلي وهي بتترعش:
-في حد معانا في الشقة، من وقت ما اتجوزنا بشوفه كل يوم في الحمام، طويل وعريض، دماغه واصلة لحد السقف، بيتحرك بسرعة مش طبيعية، ودايمًا بيقول كلام بصوت ضخم، ومش مفهوم، أوقات تانيه بشوفه في أوضة نومنا، ولما بركز في عينيه بلاقيها بيضا بالكامل، شيء مفزع ميتحملهوش عقل ولا إنسان، أنا عايزه أمشي من الشقة دي، أكيد فيها حاجة غلط.

<ins class=”adsbygoogle”
     style=”display:block”
     data-ad-format=”autorelaxed”
     data-ad-client=”ca-pub-5021472841228717″
     data-ad-slot=”4548272723″></ins>
<script>
     (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
</script>



-العمارة كلها جديدة، والشقة دي أول مرة تتسكن مننا، حتى ولو اللي بتقوليه ده صح، مستحيل يبقى السبب الشقة.
-سيبك بقى من شغلك في الهندسة، وأفكارك الهندسية، أنا بتكلم معاك في واقع، الشقة مش طبيعية.
“سلمى” رجعت تعيط تاني، كانت منهارة، هديتها وفضلت معاها لحد لما نامت… بعدها اتصلت بوالدي حكيتله اللي حصل، اضايق وقالي:
-أنتوا محسودين يا حبيبي، بالذات أنت زي ما أمك الله يرحمها كانت دايمًا بتقولك… أنا هجيلك بكره ومعايا المعالج الروحاني اللي عيلتنا كلها بتتعامل معاه.
-ياريت يا بابا، أنا سمعت إنه حللنا مشاكل كتيره، أه مشوفتهوش قبل كده، بس كلام العيلة عنه بالخير.
-حاضر يا حبيبي، خلي بالك من نفسك.
قفلت مع بابا، وخدت إجازة من شغلي… صحيت تاني يوم عرفت “سلمى” إن في حد معالج جاي، رحبت بالفكرة.. على الساعة 8 بليل المعالج جالنا، كان لابس بدلة، دقنة محلوقة، عنده حوالي 40 سنة، وباين على وشه السكينة والرحمة. سلم علينا، ووالدي كان جاي معاه متوتر وحالق شعره على غير العادة وباين عليه التعب،
سلمنا عليهم، بعدها المعالج مشي في الشقة،
وبدأ يبص في الأركان بتاعتها، وسأل “سلمى” عن شوية تفاصيل حوالين اللي بتشوفه، ولما فهم،
قالنا: علي ……
وهنا كانت المفاجأة التي صدمت الجميع